أخبار وطنية ماذا يحدث في جامع الزيتونة؟ صراعات من أجل الزعامة والحسين العبيدي ينصب نفسه شيخ الجامع الأعظم
جامع الزيتونة هو ثاني الجوامع التي أقيمت بإفريقية بعد جامع عقبة بن نافع بالقيروان. وينسب أمر تشييده عام 116 هـجري إلى عبيد الله بن الحبحاب وإلى هشام بن عبدالملك الأموي على إفريقية، كما ينسب إلى حسّان بن النعمان فاتح تونس وقرطاجنة فيكون أمر بنائه لأول مرة سنة 79 هـجري، وهذا هو الأرجح حسب أغلب المؤرخين لأنه لا يحتمل أن تكون مدينة تونس قد بقيت بدون جامع بين فتحها وبين سنة 116هـ وبناء على هذا فإن عبيد الله بن الحبحاب يكون قد أتم فقط عمارة الجامع وزاد في ضخامته. وجامع الزيتونة الذي يمتد تاريخ بنائه إلى أكثر من 1300سنة تحول بعد الثورة إلى مكان لصراع الزعامات وبعد أن كان منارة العلم ومزارا يزوره السواح ويتمعن فيه علماء الأثار أصبحت قضاياه تعج بها محاكم تونس العاصمة فضلا عن المطالب التي تدعو إلى تحريره ممن يقولون أنهم استولوا عليه ليصبح جامعا خارج سيطرة الدولة .
مشيخة الجامع: لا سلطان عليها سوى الله ولا علاقة لها بالدولة
عند الحديث مع إمام الجامع الشيخ الحسين العبيدي أفادنا بأن القانون لصالحه وأن المناوئين له لا هم لهم إلا إعادة جامع الزيتونة إلى ما كان عليه في عهد بن علي مضيفا أن للجامع الان وظيفة تعليمية حيث يقوم بتدريس الفقه والقران وأن عشرات الطلاب مسجلون في مشيخة الجامع الذي أصبح له فروع لا في تونس فقط بل وخارجها أيضا كليبيا، وأن مشيخة الجامع هي من تسهر على شؤون الجامع وأنه الإمام الشرعي للجامع عكس ما يروجه البعض . أكثر من ذلك يقول إنّ له من المؤيدات والالتزامات مع الوزارات ما يقضي بأنه شيخ الجامع الأعظم وأن له كل الصلاحيات.وحين ذكرناه بالقضايا المرفوعة ضده وهي بالعشرات أفادنا أن القضاء رفض بعضها وحكم لفائدته في أخرى .
محمد الفاضل عاشور :رئيس النقابة الوطنية لإطارات المساجد
من جهته أكد لنا الفاضل عاشور أن جامع الزيتونة المعمور أصبح رهينة لدى الشيخ الحسين العبيدي وجماعته مضيفا إلى أن القضاء لا يريد حسم القضية باعتبار أن الجامع يعد من مشمولات الملك العمومي للمساجد طبق الأحكام الصادرة في هذا الشأن وأن تمسك الشيخ العبيدي بوثيقة تقول بتمتع جامع الزيتونة بالشخصية المعنوية لا يعدو أن يكون مغالطة كبرى لأن المساجد ينظمها القانون ولا يمكن أن تخضع لغير سلطة الدولة.
كما استغرب عدم تدخل السلطات الأمنية من أجل منع الحسين العبيدي من الإمامة والتحكم في مشيخة الجامع رغم صدور أحكام في حقه مضيفا أن العبيدي لا زال يتمتع بحصانة وحماية شخصيات نافذة في حركة النهضة بعد أن غير أقفال الجامع وأصبح الفاتق الناطق دون أن يعير أمرا للأحكام الصادرة في شأنه .واعتبر الفاضل عاشور أن جامع الزيتونة خارج عن السيطرة ولا بد من أن يكون تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية وعبر عن استغرابه لرفض المحكمة الإدارية للدعوى التي رفعتها النقابة من أجل توقيف تنفيذ الاتفاقية المبرمة بين مشيخة الجامع وكل من وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الشؤون الدينية التي حكمت برفض القضية، وهو ما سمح للشيخ الحسين العبيدي بالتمسك بموقفه والتأكيد أنه صاحب الشرعية وأنه لا سلطان عليه.
عشرات القضايا أمام المحاكم
تعددت القضايا لتفوق ال30قضية لا زال بعضها دون حسم والاخر ينتظر التنفيذ بين الشيخ الحسين العبيدي والنقابة الوطنية للإطارات الدينية كلها حول جامع الزيتونة المعمور الذي أصبح تتجاذبه المصالح الحزبية والنقابية في انتظار حسم من سلطة الإشراف وخاصة رئاسة الحكومة التي عليها التدخل لوضع حد لهذا الصراع الذي لا يليق بجامع الزيتونة المعمور.
عبداللطيف العبيدي